الانترنت سلاح ذو حدين...
نحن نعيش في عصر العولمة والانفتاح على العالم أجمع بلا حدود و لا قيود ، وعصرنا يشهد تطوراً سريعاً في الثورة المعلوماتية والمعرفية ، لذا نجد الكل يسعى نحو التطور إلى الأفضل ، لكن الخوف يظل كامناً من الغد و من تبعات هذه الشبكة .
حيث نجد إن العوام يختلفون في طرق الاستفادة من هذا الجديد المتطور ، فقد تعود الطريقة بحسب استغلالها بالنفع أو بالضرر على الفرد والاجتماع ، بلا ريب أن لكل جديد ومتطور يدخل عالَمنا سلبياتٍ وإيجابياتٍ ، خاصة إذا كانت قادمة من بلاد العم سام ، و وافدة علينا من الغرب الحاقد ، بينما عصرنا الذي نعيش فيه يحتم علينا مواكبة كل ما هو جديد وما تطرأ على الساحة العالمية من تطورات تكنولوجية في أي مجال ، وبالطبع لا يمكننا أخذ كل ما تتقاذقه الغربية من قنابلها علينا ، بل علينا أن ننظر بتمعن إلى الجديد قبل أن نأخذ ما ينفعنا منه على ألا يخالف قيمنا الدينية ومتطلباتنا الاجتماعية ، وهذه النظرة تتطلب منا الدقة والتبصر في الاختيار الصحيح وبعقلية واعية لكل ما يتوافد علينا من الغرب ، وما ينهال علينا من حضارتهم الخادعة ، فعلينا ألا ننبهر بكل غربي دخيل على حياتنا ، فمعظم ما جاءنا وأخذنا منهم أثرّ على مستقبل الأمة الموعودة تأثيراً معاكساً ، و الغاية من ذلك كله حيّونة حياة هذه الأمة المسلمة ، لنعيش مثلما يعيشون هم .. حياة البهائم بل هم أشد بهيمية من البهائم وأضلُ سبيلاً ( بل هم كالأنعام بل أضل سبيلا ) .
مازالت الإنترنت بالنسبة إلينا عالماً مليئاً بالغموض والأسرار ، ولم تُسبر أغوارها بعد ، ولا ننكر ما تحمل بين ثناياها من إيجابيات وسلبيات ، ومن منافع ومساوئ قياساً بما تحتوي من مواقع مفيدة نافعة وأخرى ضارة مدمرة ، ومفتاح ذلك كله في يد المستخدم بعينه ، فإن أحسن استخدامه الاستخدام الأمثل حصل له النفع والفائدة ، وإن أساء الاستغلال وقع في شَرك الانحراف والتفسخ .
واحتواء الإنترنت على الخبيث والطيب ، الضار و النافع ، جعل منها سلاحاً ذا حدين ويتمثل ذلك في بعديها الإيجابي والسلبي ، وتكمن الخطورة القصوى في غياب الدور الرقابي خاصة إنّ الإنترنت عالمٌ مفتوح ، وعالم واسع الأفق يستطيع كل مَن هبَّ ودبَّ الدخول فيه دون قيد أو شرط ، والجزع كل الجزع على جيلٍ لاهٍ عابثٍ يدخل عالم الانحلال من أوسع أبوابه ، ويغوص لأعمق مدى في بحر المجون ، وذلك بدخوله على مواقع مخلة الآداب ، ومنحطة الأخلاق لأسفل دركاتها .
ولنبدأ بالحديث عن إيجابيات الإنترنت ويمكن حصرها في :
ـ سرعة استقبال وإرسال الرسائل البريدية عبر الشبكة من خلال البريد الإلكتروني بحيث لا تتعدى دقائق معدودة .
ـ سهولة إعداد طلبة الجامعة وطلبة الدراسات العليا أبحاثهم و رسالاتهم العلمية عبر الشبكة من خلال الإطلاع على قائمة أسماء الكتب ، المصادر منها والمراجع دون إضاعة الوقت والجهد سُدى في البحث عن كتب شتى ، و بشكل متخبط في وسط أكوام كثيرة بالمكتبات العامة و البحث المضني عن الضالة ، كما يمكن الإطلاع على الجديد في عالم الكتب والمطبوعات والدخول على مكتبات عالمية كمكتبة الكونغرس الأمريكية _ وهي أكبر مكتبة في العالم حتى الآن _ لاستعراض ما فيها من كتبٍ قيمّـة ، كما يمكن الشراء والتسوق وأنت في المنزل !! ، ففي دقائق قليلة يمكنك شراء ما يحلو لك من أسواق عالمية وفي أي مكان كان .
كما يمكنك متابعة أي شيء وفي أي مكان بالاستفادة من كاميرات النقل ، فيستطيع التّجار و رجال الأعمال متابعة أعمالهم ، و متابعة ما يدور في مصانعهم وإدارتها عن بُعد ، بل والتحدث مع بعض موظفيهم ، وأيضاً من خلال نفس الخدمة يستطيع الأبوان متابعة ابنهما وهو في الفصل مع زملائه .
مما لاشك فيه أن الفوائد التي نجنيها من الإنترنت جـمّة و كثيرة الزخم ، لا تعد و لا تحصى ، خاصة بعد أن دخلت هذه الشبكة في الكثير من مؤسسات الدولة وقطاعاتها ومرافقها الحكومية .
هذه باختصار بعض إيجابيات الإنترنت والتي قد تعود بالنفع أولاً علينا ، و على مجتمعاتنا ثانياً هذا إذا أحسن المرء استعمالها بالطريقة المُثلى وكما ينبغي .
أماسلبيات الإنترنت... فتتمثل فيما تسببها من أخطار و أضرار ناجمة عن الاستعمال السيء والخاطئ لهذه الشبكة ، و التسلل لبعض المواقع المنحلة خلقاً ، والمخلة أدباً ، وغيرها من المواقع التي تدمر ما تمّ بناؤه في السنوات المنصرمة في طرفة عين ، فهي قد تدمر الدين ، الخُلق ، الفرد ، الاقتصاد ، وبالتالي تدمر الاجتماع شر تدمير
تحياتـــــــــــي
[b][center][i]